MeRo Mancy Admin
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 465 نقاط : 50026560 تاريخ الميلاد : 22/09/1992 تاريخ التسجيل : 10/04/2010 العمر : 31 https://assaa.yoo7.com العمل/الترفيه : الفضفضه المزاج : فله تعاليق : الله عليك
| موضوع: التنشئة الدينية لطفل ماقبل المدرسة الأربعاء يوليو 07, 2010 2:30 pm | |
| ذكر عبد العزيز بن حمد الشثرى فى ورقة العمل التى تقدم بها لندوة الحوار الوطنى التى عقدت بجامعة الملك عبدالعزيز فى الفترة من 27-31/12/ 2003 عن التنشئة الاجتماعية فى البيئة السعودية أن ( المجتمع السعودي كواحد من المجتمعات التي دخلت مرحلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهبَّت عليه رياح التغير الاجتماعي والثقافي منذ أربعة عقود تقريبًا، فضلاً عن خصوصيته الدينية والثقافية؛ أصبح يعاني من مشكلات التوجيه والتنشئة الاجتماعية في محاولة للحفاظ على المبادئ السامية والاستفادة من معطيات التقدم العلمي والتطور التقني في كافة المجالات الحياتية.)
ولما كانت عملية التنشئة الاجتماعية هى العملية التى يتم بواسطتها تعلم الفرد طرق مجتمع ما أو جماعة اجتماعية حتى يتمكن من المعيشة فى ذلك المجتمع أو بين تلك الجماعة .وتكتسب هذه العملية أهميتها فيما يذهب إليه رينيه كونيج الذى يعتبر أن الميلاد البيولوجى للفرد ليس هو الأمر الحاسم فى وجوده واستمراره وانما العامل الحاسم هو "الميلاد الثانى " أى تكوينه كشخصية اجتماعية ثقافية تنتمى إلى مجتمع بعينه وتدين بثقافة بذاتها، والأسرة ككل هى صاحبة الفضل فى تحقيق هذا "الميلاد الثانى " فيما نطلق عليه عملية التنشئة الاجتماعية .
وبالنسبة للمجتمع السعودي، شأنه فى ذلك شأن الكثير من المجتمعات العربية فإن الأمر يبدو أكثر أهمية في تلك الفترة المتغيرة من تاريخه والتي شهدت الانفتاح على الثقافات العالمية والتماس مع المشكلات العلمية أيضا، في هذه الفترة التي زادت فيها درجة التحضر والتعقيد في الأنساق الاجتماعية في ذلك المجتمع المسلم العربي التقليدي البسيط الذي كان قائمًا على العلاقات المباشرة والنسق القرابي والقبلي منذ قرون، ولم يكن هناك احتكاك قوى أو تفاعل عميق مع متغيرات تفرض نفسها ووجودها على المجتمع ، بل كانت الأساليب الحياتية والثقافة السائدة والأدوات المستعملة والمفردات المستخدمة تتسم بالثبات النسبى وبالعمومية بل كانت مسلمات على كل فرد أن يأخذ بها سواء رضى بذلك أم كان له رأى آخر .
لكن مع هذا التماس والتواصل الناتج عن متغيرات العصر أصبحت عملية التنشئة الاجتماعية أمرًا أكثر صعوبة وتعقيدًا وأصبحت محفوفة بالكثير من المخاطر والمشكلات، وذلك لتعدد وتنوع المؤسسات التي بدأت تؤدي دورًا في هذه العملية التربوية الاجتماعية، وأصبحت المؤسسات العصرية تنازع تلك المؤسسات التقليدية للتنشئة (مثل الأسرة والمسجد وحتى المدرسة) في عمليات التنشئة الاجتماعية والسياسية وما تتضمنه من غرس القيم وتنمية الاتجاهات وتحديد الولاءات المختلفة للناشئة في المجتمع؛ ما يمهد لبروز نوع من التناقض وأحيانًا الصراع بين ما يتلقاه النشء عبر هذه المؤسسات المختلفة بكافة أنواعها وعلى اختلاف الأساليب التي تسلكها في غرس ما تريد في نفوس الشباب، ذكورًا وإناثًا. ويأتى على رأس هذه العملية بالنسبة للمجتمع العربى عامة والمجتمع السعودى على وجه الخصوص التنشئة الدينية . وقد نبهنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأهمية هذه القضية منذ ماينيف عن اربعمائة وألف عام .
قبل أن نعرف التنشئة الاجتماعية من خلال العلوم الاجتماعية التى لا يتجاوز عمرها مائة عام إلا قليلا وذلك فى الحديث الذى رواه القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين .
ورغم أهمية ما جاء فى هذا الحديث فإن فهم الكثيرين ممن تعرضوا له شابه الكثير من القصور ، بل لا نبالغ اذا قلنا أنه لم يفهم على الوجه الصحيح ؛ فبينما ينبه الرسول إلى أهمية عملية التنشئة فى تكوين شخصية المسلم بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة ، احتج الكثيرين بذلك الحديث بالقول بأنه اذا ترك الطفل وشأنه دون أن تتم تنشئته على دين معين قادته فطرته لاعتناق الاسلام . وهذا المعنى ليس هو المقصود ، وانما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبين للمسلمين أهمية التنشئة الصحيحة وأن ترتكز التنشئة على الفطرة ، أى على قدرة الطفل على الشعور وعلى الفهم والاستيعاب من ناحية وقدرته على السلوك المبنى على هذا الشعور والفهم من ناحية أخرى .
ينبهنا هذا الحديث على أن نضع فى اعتبارنا خصائص الطفل العقلية والوجدانية والسلوكية وأن نعلمه ما يتناسب مع هذه الخصائص فى كل مرحلة من مراحل عمره . فلا يعقل أن نخاطب طفل الرابعة كما نخاطب الراشد أو ابن الخامسة عشر . فلكل مرحلة مستوى من المفاهيم ومستوى من السلوكيات تستطيع أن تدركها وأن تقوم بها .
1- ماهية الشعور الديني عند طفل مرحلة ما قبل المدرسة :
يمثل الشعور الديني عند طفل ما قبل المدرسة دوراً مهماً فى حياته ، والتحكم في سلوكه ، ولا يمكن لأى باحث أن يهمل الأثر الكبير لهذا الشعور فى السلوك الشخصي ، والاجتماعي عند الراشد عامة ، والطفل خاصة إذ أنه يساعد على تنظيم دوافع الطفل ، ويعمل على توجيهه في تصرفاته خلال حياته اليومية واستكمال توافقه وتكيفه مع المجتمع تكيفاً سليماً. والشعور الديني ليس شعوراً قائماً بذاته ، ولا انفعالات خاصة فريدة من نوعها ، وإنما هي انفعالات وعواطف تتبلور حول موضوعات الدين. "
فالحب الديني ليس إلا الحب العادي موجهاً إلى موضوع دينى هو الله ، وما الخوف الديني سوى الخوف الطبيعي بجميع مظاهره الخارجية وكل ما هنالك أن ما يثيره ليس موضوعاً طبيعياً كالذي يثيره شخص مخيف ، أو حيوان مفترس ، وإن ما يثيره هو العقاب الإلهي ، والرجفة الدينية لا تختلف في شئ عن الرجفة العادية التي تغزونا عندما نضل الطريق في غابة متوحشة مثلاً ، بيد أنها رجفة نتجت عن التفكير في علاقتنا بما هو إلهي ، وما يقال عن الانفعالات الدينية يقال كذلك عن الموضوع الديني والعقل الديني" وإذا علم أن الدين ليس عقائداً وطقوساً وعبادات وحسب ، ولكنه فعل ، وإرادة ، وممارسة تفيض حماساً ورغبة صادقة في الاتصال بالخالق ، والإيمان الصادق لا يخلو مطلقاُ من هذا الحماس والانفعال "كما أن الدين ليس عاطفة وحسب ، ولكن كل هذه (العناصر) مجتمعة (المعتقدات - الطقوس - الأعمال الظاهرة ، والباطنة) تشكل جوهر الدين والاتجاه الديني لدى الفرد.
وقد بين العديد من العلماء فى دراستهم إلى الشعور الديني عند الطفل ومن هذه الدراسات دراسة المليجى (1955 التي أسفرت عن أن النمو الديني لدى الطفل يتم بعدة خصائص هي : الواقعية، والشكلية ، والنفعية، و العنصر الاجتماعي ، وأن الشعور الديني عملية متصلة تهدف إلى تحقيق التوافق مع الطبيعة ، والإنسان والعالم ، دراسة ميللر MILLER (1976) وهى دراسة بعنوان "مراحل تطور تفكير الأطفال الأخلاقي ، والديني ، والعلاقة بينهما « وقد توصل الباحث إلى أن هناك علاقة واضحة بين مراحل النمو الخلقي ، وتطور التفكير الديني ، كما أن هناك علاقة بين مراحل النمو الخلقي ومراحل العمر المختلفة من ناحية ، وبين مراحل التفكير الديني ومراحل العمر الزمني من ناحية أخرى ، دراسة عواطف إبراهيم (1979) ومن أهم نتائجها أن التربية الروحية تنمى الشعور الديني في الطفولة المبكرة ، وتعد ركيزة لهذا النمو الديني في المراحل التالية وفى إقامة المجتمع المسلم ، ودراسة عبد الرحمن عيسوى (1980) التي توصل فيها إلى أن الغالبية العظمى لديهم اتجاهات دينية فى ارتياد أماكن العبادة ، ودراسة أراى لارى ويليام (1989) وهدفت الدراسة إلى دراسة العلاقة بين التربية الإدراكية للآباء والوعى الديني الداخلي للأطفال ، وقد توصلت إلى أن الأنشطة التربوية الإيمانية للأمهات ثبت أنها مؤشر ذو دلالة إحصائية للوعى الديني الداخلي ، ودراسة أحمد بنا (1992) التي كشفت عن أن هناك علاقة طردية بين طرق التربية الفنية في التعليم ، وبين تعزيز شعور الطفل الديني ودراسة فكرى وزير (1996) ومن أهم نتائجها أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في كل المعرفة الدينية والعبادات ودرجة الوعى الديني وأرجع ذلك إلى أن أساليب التنشئة الدينية والخلقية لا تفرق بين ذكر وأنثى فى الأسرة المصرية ، فالوالدان يبغيان الخلق السليم فى أبنائهم. وقد رأى سكينر SKINER أن الكائن البشرى يولد وهو يمتلك الاستعدادات للتكيف ، والتى تجعل النمو ممكناً نحو التدين أو نحو معارضة الدين .
بينما يعتقد كل من ف. مرى و ر. مرى. F.MERRY AND R. MERRY أن الطفل منذ سن مبكرة يعى بطريقة غريزية وجود قوة عليا يلجأ إليها للحماية ، ولديه نحوها اتجاه غريزى فطرى نحو الاحترام والعبادة. أما عبد المنعم المليجى فيرى أن الشعور الدينى هو "عملية نمو متصلة غايتها تحقيق التوافق بمعناه الواسع " . أما عواطف إبراهيم فترى أن الشعور الدينى هو " نظام نفسى يتكون بتفاعل نزعات الطفل الفطرية والكامنة فى أعماقه مع عوامل البيئة المحيطة ، ويتطور ويتكامل هذا النظام مع تطور شخصية الطفل وتكاملها" . ومن هذا المنطلق يكون الشعور الديني لدى الطفل هو ما يبنيه الطفل من تصورات عن الله والملائكة والجنة والنار . . . وما يكتسبه الطفل من مفاهيم وفضائل وقيم دينية تؤدى إلى أن يتعرف على الدين الإسلامي ، وعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناء ضميره الديني ، والخلقي على أساس سليم.
2- مراحل الشعور الديني عند الأطفال: اختلف الباحثون حول السن التي يبدأ فيها الطفل الشعور الديني فمنهم من يرى بعض المظاهر الدينية في سلوك الأطفال الصغار ومنهم من يرى أن الطفل لا يقوى على إدراك المفاهيم الدينية إلا بعد الوصول إلى مرحلة متقدمة من النضج العقلي. ويشير علماء التربية الإسلامية إلى أن الأطفال يولدون على الفطرة (فطرة الله التي فطر الناس عليها... فالأطفال لديهم القابلية لتقبل كل من الخير ، والشر ، ويتوقف هذا على ما يعودهم عليه القائمون على التربية ، فيقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالى: " الصبى أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما نقش عليه ، وماثل لكل ما يلقى به إليه ، فإن عود الخير نشأ عليه ، وسعد فى الدنيا والآخرة وشاركه أبواه فى ثوابه ، وإن عود الشر شقي وهلك وكان الوزر فى رقبة القيم" .
وطبقاً لرأى "إلج" ILG فإن الطفل إذا بلغ سن الرابعة يبدأ فى توجيه أسئلة ذات طابع دينى وفلسفى مثل: من هو الله؟ ، من الذى صنعك؟ ، أين يقيم الله؟ ، ما الذى يشبهه؟ ... ولكن الطفل قبل سن الرابعة غير قادر على فهم الآراء الدينية ، ويستطيع التمييز بين الصواب والخطأ وبين الردىء والحسن من سن السابعة.
" أن نمو الشخصية الدينية لدى الطفل يبدأ فى سن الرابعة أو الخامسة ، ويستمر حتى الخامسة عشرة ، ويكتمل فى الخامسة عشرة . وخلافاً لهذا الرأى يذهب فلانتين VALENTINE إلى القول بأن الطفل لا يستطيع أن يدرك معاني المصطلحات المجردة كمعنى الشفقة ، والله ، والعدالة ، والإحسان ... الخ قبل سن الثالثة ، أو الرابعة عشرة. والطفل لا يولد مزوداً بخصائص روحية ، كما لا يولد مزوداً بمعرفة سابقة بخصائص هذا العالم المادي (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) ، ولا يلجأ الطفل إلى العقيدة بالاستدلال المنطقى ، أو بفحص الوقائع التى ترد إليه عن طريق حواسه ، ولكن بتقدم الطفل فى العمر يدرك أن دعواته لا تجاب كلها ، فلابد أن يؤمن بقيمة العمل حتى تجاب مطالبه
3- خصائص وسمات الشعور الديني عند الأطفال: يذكر أحد الباحثين أن من خصائص النمو الديني عند الطفل:
أ - ارتباطه بتطور نفسية الطفل: بمعنى أن النمو الديني لا ينعزل عن تطور الشخصية من حيث كونها قوة متفاعلة في مجتمع يحتوى قوى متفاعلة وأخرى متشابهة.
ب - انطواؤه على الصراع: بمعنى أنه فى بداية الأمر تكون ذات الطفل مركز الوجود بالنسبة إليه ، ومن ثم تكون مركز طاقاته الوجدانية ، والأب حينئذ من عناصر الواقع البغيض ويقتضى النمو مصالحته باعتباره من عناصر الواقع التي لابد من التكيف لها ، فيصبح الأب مركز الطاقة الوجدانية ، ثم بعد فعالية ومحاولات نبذ جاهدة يحدث مع "الله" ما حدث مع الأب ، إذ يرتضيه الطفل مركزاً للطاقة الوجدانية ، ويجد فيه الأمن والرضا ؛ لاعتقاده بالقدرة السحرية لله بعد قدرة الأب المطلقة.
جـ-التطور من الفردية النرجسية (فى الطفولة المبكرة) إلى الروح الجماعية (فى الطفولة المتأخرة) إلى الفردية الواعية الساعية إلى التحرر من قيود المجتمع والمنطلقة إلى آفاق أرحب (في المراهقة) حتى يصل إلى مستوى التوافق مع الإنسانية جمعاء مع احتفاظه بإيمانه الديني الأصلي.
د- ينشأ فى الانفعالات: بمعنى أن الأفكار الدينية (مثل فكرة الله) ليست إلا تبلوراً لاتجاهات انفعالية عدة ـ ويبدأ اللاهوت فكرة واحدة هي فكرة "الله". وتكون غامضة في انفعالات الطفل ، ثم تتحدد الفكرة الذهنية ، وتثبت بالتدريج إلى جانبها أفكار أخرى ، ثم يبدأ اللاهوت فى الاتساع شيئاً فشيئاً مبتعداً عن أساسه الانفعالي ، ويتخذ بمرور الزمن مظهراً عقلياً فى المراهقة ؛ ليصير الأقرب إلى الفلسفة العقلية الدينية منه إلى العاطفة الدينية .
ويذكر محمد صالح سمك أن من خصائص الشعور الدينى لدى الطفل ما يلى: 1- الواقعية : إذ يتخيل الطفل الوجود شيئاً محسوساً ، فالله والجنة والنار يتمثلها فى فكره ووجدانه كائنات محسوسة ، وقد لمس الباحث مثل هذا عند حديثه مع الأطفال "فالله" يقف فى السماء ينظر إلى كل الناس ، والملاك رجل أبيض جميل يحب الأطفال ، والجنة حديقة جميلة مملوءة بالزهور والفواكه المختلفة الأشكال والألوان ، وهنا على المعلمة أن تتعامل مع مثل هذه المفاهيم بصورة واضحة وسلسة وبسيطة تحبب الأطفال فى مثل هذه الأمور المعنوية المجردة وتصحح المفاهيم الخاطئة لديهم.
2- الشكلية : بمعنى أن الدين فى هذه المرحلة شكلي ، لفظي ، حركي ، أى أن أداء الفرائض ، وممارسة الشعائر الدينية ليس إلا تقليداً ، ومسايرة للمجتمع ، فنجده يقلد الكبار فيما يرددونه على مسامعه من أدعية وما يقومون به من أعمال ، وهذا راجع إلى عدم قدرة الطفل على أن يتمثل الرهبة، والخشوع وأن يستحضر عظمة الله أثناء صلواته ، وشعائره ، ويمكن للوالدين والمعلمة الإفادة من هذه الخاصية فى تلقين الطفل عقيدة التوحيد ، وبعض آيات القرآن الكريم ، والأحاديث ، والأدعية ، وتعلمه الصلاة ، والوضوء عن طريق الممارسة وضرب نموذج فى الأداء الصحيح أمام الأطفال، وينبغى أن تكون المعلمة والوالدان أيضاً قدوة فى ملابسهم ، وكلامهم وأفعالهم ، وتصرفاتهم .
3 - النفعية : بمعنى أن أداء الفرائض ليس من أجل الفرائض فحسب فهو نفعى فعندما يصلى-مثلاً - فإنه يفعل ذلك لحاجة من الله ، أو إنقاذ النفس من عقاب قد يلحقه ، ويصوم استهواء لما يحصل عليه من ألوان الطعام عند الإفطار . ويمكن للوالدين والمعلمة والمحيطين بالطفل الإفادة من هذه الخاصية بأن يكثروا من الهدايا المادية للطفل المطيع الذي يصلى ، ويذهب إلى المسجد والذي يواظب على الصدق ، واحترام الآخرين ، والذي يفعل الآداب الإسلامية التي يتعلمها من والدية ، أو من المعلمة حتى يتم للطفل فهم الأمور ، والنواحي الدينية على وجهها الصحيح .
4 - التعصب : أى أن الطفل يتعصب لدينة تعصباً وجدانياً لا يستند فيه على أدلة موضوعية مقنعة .
5 - العنصر الاجتماعى : حيث يتأثر الطفل بالبيئة الاجتماعية التى ينشأ فيها بمعنى أنه إ ذا كان الالتزام بالدين التزاماً كلياً هو النظام السائد فى المجتمع ( المنزل ) فإن الطفل ينمو ويتقدم فى العمر على أساس هذا الالتزام الديني ، فالطفل يتوضأ كما يفعل الكبار ، والطفل الذي يذهب إلى المسجد يلتفت كثيراً فى أرجاء المسجد ، ويلاحظ الكبار وهم يتعبدون ، ويزهو بما يستشعره في نفسه فالصلاة والعبادة على وجه العموم نشاط ذاتي اجتماعي حر يرضى الدافع الفطري إلى التجمع والاشتراك فى الجماعة وهذا هو السر فى جاذبيته . وهذه الخصائص التى ذكرها " سمك " تدعم ما سبق ذكره من أن نمو المفاهيم الدينية لدى الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة يعتمد بشكل أساسي على الأشياء المحسوسة للطفل.
(4) التطبيق التربوي لدراسة الشعور الديني لطفل مرحلة ما قبل المدرسة : من دراسة الشعور الدينى لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة ، ومن خلال التعرف على ماهية الشعور الدينى والمراحل التى يمر بها الشعور الدينى ومعرفة أهم خصائص الشعور الدينى يمكن توجيه هذه النقاط للإفادة منها من الناحية التربوية ، ويمكن تلخيص ذلك فى النقاط التالية :
1 - التدين ظاهرة فطرية لدى الطفل ، ومن خلال هذه الخاصية ، وبالإضافة إلى خاصية سهولة تقبلهم أقل شىء فى هذه المرحلة ، فإن تنمية مجموعة من المفاهيم الدينية المناسبة أمر سهل ،وبخاصة أنهم يملكون الاستعداد لتقبل تلك العناصر الدينية .
2- لما كان التدريب ، والتعويد ، والتكرار له دور فعال فى تكوين ، وتنمية مفاهيم الدين فإنه ينبغى على المربين أن يقوموا ( وبخاصة المعلمات ) بتكرار السلوكيات المرغوبة أمام الأطفال ويطلبوا من الأطفال ذلك حتى تثبت ، وتصير لديه عادة .
3 - بوصول الطفل إلى سن الرابعة يبدأ فى توجيه مجموعة من الأسئلة ذات المضمون الدينى ، وينبغى استغلال حاجة الطفل لاستطلاع هذه الإجابة فى تقديم إجابات شافية من خلال المفاهيم الدينية المناسبة له ، والتى ترد على أسئلته .
4- إذا كان خيال الطفل خصباً وينزع إلى التعددية فى تصور المفاهيم الدينية فى هذه المرحلة فمن المطلوب تقديم مجموعة من الحكايات ، أو القصص التى تقابل هذه الخاصية فى شخصية الطفل ، وتشبع رغبته فى التخيل ، ولكنها فى نفس الوقت تربطه بالواقع الذى يعيشه من خلال القيام بأدوار تجسد هذه الحكايات بمواقفها المتعددة .
5 - لا يدرك الطفل المعاني المجردة للمفاهيم الدينية وبخاصة فى مجال العقيدة الدينية ( الغيبيات وتعتمد تفسيراته لها على المشاهدات الحسية والواقعية ، ومن ثم ينبغى استخدام حواس الطفل عند تقديم المفاهيم الدينية المناسبة ، والابتعاد عن المعاني المجردة ، واختيار الموضوعات بما يتفق ومنطق المحسوسات مع التركيز على القريب ، والبسيط ، والسهل ، وغير المعقد بالنسبة لتفكير الطفل .
6- يتميز النمو الديني للطفل بالواقعية والشكلية والنوعية ، ولهذا ينبغى تقديم الأمثلة الحسية الواقعية وبخاصة المتصلة بحياة الطفل ذاته ، أو علاقاته مع الآخرين ، وأن يقوم المربون بتقليدها ، وبمحاكاتها أمامه ليسهل عليه محاكاته ، واستغلال خاصة النفعية فى تعزيز النجاح فى تحقيق أهداف المناشط الدينية .
المراجع : 1- عبد المنعم عبد العزيز المليجى ، تطور الشعور الديني عند الطفل والمراهق 2-عبد الرازق مختار محمود، تساؤلات الأطفال الدينية 3- سهام محمود العراقي ، الاتجاه الديني لدى طلبة وطالبات جامعة طنطا 4- عواطف إبراهيم ، الإحساس الديني عند الأطفال. 5- عبد الرحمن عسيوى ، النمو الروحي والخلقي مع دراسة تجريبية مقارنة 6- محمد شكري وزير ، الوعي الديني عند الأطفال وعلاقته ببعض متغيرات التنشئة الاجتماعية 8- أبو حامد الغزالى ، إحياء علوم الدين ، تحقيق الشحات الطحان وعبد الله المنشاوى . 9- محمد جلال شرف ، عبد الرحمن عيسوى ، سيكولوجية الحياة الروحية فى المسيحية والإسلام 10- محمد صلاح الدين مجاور ، تدريس التربية الإسلامية أسسه وتطبيقاته التربوية 11- محمد صالح سمك ، فن التدريس للتربية الدينية وارتباطاتها النفسية وأنماطها السلوكية 12- علياء شكرى .(1981) . الاتجاهات المعاصرة فى دراسة الأسرة . القاهرة دار المعارف. 13- صلاح الدين السرسى . الآثار النفسية لغياب النموذج الأبوى - دراسة فى عملية التنشئة الاجتماعية -
| |
|
DOSA عضو ماسى
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 129 نقاط : 25650 تاريخ الميلاد : 21/01/1995 تاريخ التسجيل : 12/06/2010 العمر : 29 www.assaa.tk العمل/الترفيه : الشعر المزاج : عالي تعاليق : we are brother to fuck other
| موضوع: رد: التنشئة الدينية لطفل ماقبل المدرسة الخميس يوليو 08, 2010 5:27 pm | |
| | |
|
MeRo Mancy Admin
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 465 نقاط : 50026560 تاريخ الميلاد : 22/09/1992 تاريخ التسجيل : 10/04/2010 العمر : 31 https://assaa.yoo7.com العمل/الترفيه : الفضفضه المزاج : فله تعاليق : الله عليك
| موضوع: رد: التنشئة الدينية لطفل ماقبل المدرسة الثلاثاء يوليو 13, 2010 4:46 pm | |
| | |
|